loader

خدمة خديجة لرسول الله والجزاء العجيب !
تأملتُ قول جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتْك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومنِّي، وبشِّرْها ببيت في الجنة مِن قصب، لا صخبَ فيه ولا نصب .
رواه البخاري

في الحقيقة .. لم يلفت انتباهي كثيراً بشارة خديجة عليها السلام بالبيت الذي ينتظرها في الجنة ، بقدر ما لفت انتباهي تعمد جبريل عليه السلام تسليط الضوء على الإناء الذي في يد خديجه رضي الله عنها وما الذي فيه !

يقول له في يدها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب؟
مع أنه عليه السلام لو قال لرسول الله هذه خديجة اقرأ عليها السلام من ربها ومني لم تضرر السياق .
لكن الحقيقة هي أن الإناء الذي في يدها قد يكون هو السبب في السلام عليها وبشراها بالبيت الذي في الجنة ؟

كأنه تلميحٌ من جبريل عليه السلام ، أراد أن يقول منبهاً: إن خديجة رضي الله عنها إنما بُشرت بالجنة وما فيها لتفانيها في خدمتك والقيام على حقوقك ومراعاة شؤونك والدليل على ذلك حملها للإناء الذي فيه طعامك أو شرابك !
لذلك كانت بشراها بالجنة في نفس الوقت الذي كانت تخدم فيه رسول الله بإعداد طعامه !

هل تعلم ، وتعلمي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب إلى غار حراء ليخلو فيه بنفسه ويتحنث فيه لربه كانت خديجه رضي الله عنها تحمل الطعام وتمشي من بيتها حتى غار حراء مسافة خمسة كيلو متر تقريبا !
لتطعم زوجها مع أنها كانت قادره على إرسال أحد من خدمها كميسرة مثلا !

لكن المفاجأة أنها آثرت أن تخدم زوجها بنفسها وتحمل له الطعام بنفسها وتمشي خمسة كيلو متر على قدمها ، ولا تطمئن حتى تسلمه الطعام من يدها ليده مباشرة !

فأي حنان كان قلب خديجة رضي الله عنها على رسول الله يجعلها تحمل طعامه وتمشي كل هذه المسافة فقط لتراه وتطمئن أنه استلم الطعام بيده ؟
وأي حب كانت تحمله خديجة رضي الله عنها جعلها ترفض أن يخدم رسول الله غيرها ما دامت حية ؟

لذلك كان جزاؤها من جنس عملها ، فكما أنها خدمت رسول الله وراعته في بيته كان الجزاء بشراها من الله ببيت في الجنة .

وكما أسعدت رسول الله وملئت بيته بالسكينة كان جزاؤها بيت في الجنة مليء بالسكينة لا صخب فيه ولا نصب !

فليت نساء المسلمين ينتبهن لهذا الملمح ويعلمن أن خدمتهن لأزواجهن شرف ورفعه وثواب عظيم، وأن إهمال المرأة لزوجها وحقوقه وعدم الإهتمام به مآله خطير في الدنيا وفي الآخرة !

اللهم اهدنا واهد من حولنا يا كريم ..